وجه مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أطيب التهاني وأرقّ التبريكات لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وقائد العمل الإنساني بمناسبة تكريم مجموعة البنك الدولي لسموه تقديراً لعطائه المستمر في خدمة قضايا التنمية والسلام وتعزيز آفاق التنمية الإنسانية المستدامة في المجتمعات الفقيرة، وهو تكريم رفيع واستثنائي ومستحق يُضاف إلى سجل حافل بالمواقف والمبادرات الإنسانية الرائدة.
 
جاء ذلك خلال اختتام أعمالِ الاجتماع الستين لمجلس إدارة الهيئة الخيرية برئاسة د. عبدالله معتوق المعتوق، ويضم المجلس 21 عضواً من الشخصيات العامة وقيادات العمل الخيري يمثلون مختلف أنحاء العالم الإسلامي ويجتمعون كل ستة شهور بدولة الكويت لمناقشة مستجدات العمل الخيري والأوضاع الإنسانية ودور الهيئة في دعم برامج التنمية المستدامة. 
كما أعرب المجلس عن خالص الامتنان والعرفان لسمو الأمير لما يقدّمه من دعم متواصل وتوجيهات سديدة للعمل الخيري خلال لقاءاته المتكررة بروّاد العمل الخيري والتطوعي.
 
وكما استنكر مجلس الإدارة بشدة الحادث الارهابي الذي استهدف مسجدي نيوزيلندا، استنكر بكل قوة أيضا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الكنائس والفنادق في دولة سيريلانكا، والتي ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء.
وقال د. المعتوق في كلمة الافتتاح إن هذا الاجتماع يأتي انطلاقا من السعي الحثيث وتضافر الجهود والتفاؤل بمستقبل خيري أفضل لمناقشة كشف حساب الفترة الماضية، ورسم سياسات المرحلة المقبلة، في ظل وجود ملايين اللاجئين والنازحين والمرضى والمحرومين من التعليم والأرامل والأيتام الذي يعيشون في ظل مآسٍ وويلات، وينتظرون المزيد من العطاء والإنجاز والإبداع والتطوير والارتقاء بالأداء و زرع الأمل في غدٍ أكثر اشراقاً.
 
وتحدث د. المعتوق عن التحديات الصعبة التي يشهدها العمل الخيري في ظل عالم يشهدُ تغيّرات سياسية واقتصادية متسارعة ومعقّدة، مشيراً إلى وجود تحولات إقليمية ودولية خلقت واقعاً جديداً، وأدّت إلى مزيد من الضغوط على مؤسسات العمل الخيري سواء في الدول المانحة أو المستفيدة.
وأعرب د. المعتوق عن تقديره لجهود وزارة الخارجية وقياداتها وسفاراتها في الخارج لدورها في دعم مسيرة العمل الخيري، مشيراً إلى وجود مساع متواصلة قيادات الدولة لإزالة أية أمام العمل الخيري حرصاً على سمعته ، ودعماً لرسالته النبيلة، وتعزيزاً للمواقف الإنسانية الكويتية. 
وأضاف د. المعتوق إنه استثماراً للعلاقات المتميزة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عقدنا مع قيادات الوزارة مشاورات وتفاهمات مشتركة بشأن تفعيل المادة السادسة عشرة من مرسوم النظام الأساسي للهيئة الخيرية الصادر في عام 1986م، وتنظيم ضوابط مباشرة الدور الرقابي للوزارة إزاء أنشطة الهيئة، موضحاً أن قرار الوزارة في هذا الشأن يأتي إعمالاً لمبادئ الشفافية والنزاهة وتعزيزاً لإجراءات الحوكمة، والدفع المشترك باتجاه دعم مسيرة العمل الخيري.
 
وقال إن الهيئة خطة تسويقية طموحة لحملة شهر رمضان المبارك تحت شعار" بادر بخيرك"، مستحدثة مجموعة من المبادرات والأفكار والصيغ والأدلة التسويقية الجديدة التي تستهدف توسيع دائرة المتبرعين خاصة كبار المحسنين والشركات والبنوك. 
وأضاف د. المعتوق إن فرق العمل التطوعي بالهيئة دشنت خلال الربع الأول من العام الجاري 19 حملة إغاثية وطبية واجتماعية وتعليمية، وبلغ عدد المستفيدين من تلك المشاريع الإنسانية أكثر من 220 ألف مستفيد في 13 دولة حول العالم، وبلغت قيمة هذه المشاريع أكثر من 400 ألف دينار.
ونوه إلى إن مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم - كمبادرة تطوعية رائدة - لتوسيع نطاق عمله خلال عام 2019م بزيادة عدد كفالات الحفّاظ إلى 300 حافظ، وهو مشروع ناجح ينشط في 25 دولة، وينتظم في مراكزه نحو 7500 طالب وطالبة، وتخرّج فيها حتى الآن 3500 حافظ وحافظة.
وأشار إلى ما وصفها بالجهود الطيبة التي تبشّر بالخير وتبعث الأمل في النفوس في مجالات الاستثمار وتنمية الموارد والإعلام والتسويق وشؤون المتبرعين والتنمية والإغاثة والدعوة والتعليم وكفالة الأيتام والتنمية البشرية ونظم المعلومات والدراسات والبحوث والتواصل الحضاري ، آملاً أن تُشكِّل خطوات مهمة نحو التطلعات الإنسانية في ظل ما وضعته الهيئة من مؤشرات أداء فعّالة يمكن من خلالها قياس وتقييم الأداء وتطوير الخطط ورفع كفاءة ومهنية إجراءات العمل وسياساته.  
وتابع د. المعتوق قائلاً : واستشعاراً لأهمية اللحظة التاريخية التي تشهدها الأمة، ومع وقوع مجزرة نيوزيلندا الدامية بسبب التعصب الأعمى والتطرف المقيت وخطاب الكراهية المشين، حاولنا الاضطلاع بمسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية، وأطلقنا في الهيئة مبادرة إنسانية للإسهام في مداواة جراح الأسر المكلومة، متضمنة برامج إغاثية ودوائية والاحتياجات الأساسية لأسر الضحايا.
وأضاف : لقد تشرّفت بتمثيل سمو الأمير في تقديم واجب العزاء إلى أسر الضحايا وزيارة المصابين، كما قام سموه بتوجيه الحكومة الكويتية  إلى دعم جهود معالجة آثار ذلك الھجوم الآثم على المصل&<740;ن الأبرياء. 
وأشار د.المعتوق إلى إنه تفقد قبل أيام مخيمات النازحين العراقيين في كردستان، واطلع على أوضاعهم الإنسانية الكارثية ووقفنا على احتياجاتهم الأساسية.
ولفت إلى اعتزام  المنظمات الخيرية الكويتية الإسراع في إرسال معونات عاجلة للنازحين لتخفيف معاناتهم، ومتابعة تعهدات مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق الذي عُقد في فبراير 2018م بالكويت، وأسفر عن 337 مليون دولار.