امتهن أهل الكويت قديما العديد من الأعمال اليدوية البسيطة والشاقة التي فرضتها عليهم ظروف الحياة وواقع الحال وذلك بما يكفل لهم قوت يومهم وتوفير متطلبات الحياة. ومن ضمن هذه المهن النجار والحداد و(القلاف) أي صانع السفن و(التناك) وهو الشخص الذي يستخدم المعادن الخفيفة (التنك) لعمل القوارب الصغيرة والصناديق المعدنية ووجد أيضا (الدماج) أو ما عرف أيضا بـ(الفتال) وهو دامج الحبال.
وارتبطت مهنة (الدماج) بشكل وثيق بالبحر والغوص والسفر فهي تزاول من قبل البحارة لتغطية احتياجاتهم على ظهر السفينة أثناء سفرهم في البحر أو في فترات الغوص وكانوا يقومون بعمل الحبال من ألياف جوز الهند أو من ألياف النخيل.
وقال الباحث في التراث الكويتي محمد جمال في كتابه (الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت)  عن  «الدماج»: إن هذا المسمى كان يطلق على من يقوم بصناعة الحبال في الكويت قديما فهناك من يناديه بـ (الدماج) وهناك من يطلق عليه (الفتال).
وأضاف جمال أن الحبال كانت تصنع قديما من ألياف النخيل وسيقان (العساوة) ومفردها (عسو) وهو عذق النخلة بعد إزالة الثمر عنه.
وأفاد بأنها كانت تصنع كذلك من (الكمبار) وهو لفيف ثمرة جوز الهند (الناريل) وكان يعمل بهذه الحرفة عادة معظم البحارة سواء أثناء رحلة سفرهم وهم على ظهر السفينة أو أثناء وجودهم في الكويت.
وذكر أن عملية صنع الحبال تبدأ بدفن سيقان (العساوة) تحت الرمل بالقرب من ساحل البحر لعدة أيام لتتشرب المياه ويسهل تفكيكها واستخدام أنسجتها في صناعة الحبال ثم يستخرج ساق (العسو) بعد هذه الفترة من الأرض ويتم ضربه بقطع كبيرة من الخشب حتى يتفكك ويتحول إلى ألياف.