قال رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، اليوم الاحد، إن حكومته ستدير مبيعاتها الخاصة من النفط وستودع الإيرادات بالخارج، في محاولة لتحويل العائدات بعيداً عن حكومة منافسة معلنة من جانب واحد في طرابلس.

وتمثل الإيرادات النفطية محور معركة للسيطرة في ليبيا العضو في أوبك، إذ تتناحر الحكومتان المتنافستان في صراع متزايد بعد 4 سنوات من اندلاع الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي.

وهاجم مفجر انتحاري نقطة تفتيش قرب مدينة مصراتة المتحالفة مع الحكومة الموازية في طرابلس، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرين، حسبما أفادت وكالة أنباء محلية.

مبيعات نفطية منفصلة
وفي وقت متأخر أعلن الثني الذي يتخذ من مدينة البيضاء الشرقية مقراً، أنه أجاز للمؤسسة النفطية التابعة لحكومته المعترف بها دولياً، فتح حساب مصرفي منفصل في دولة الإمارات العربية لحسابات النفط، وأن تسعى لإجراء مبيعات نفطية منفصلة.

وحتى الآن تمر مبيعات النفط وإيراداته عبر البنك المركزي الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس التي سيطرت عليها حكومة منافسة الصيف الماضي، وحاولت المؤسسة أن تبقى بعيداً عن الصراع بين الحكومتين المتنافستين.

ويقول محللون إن حكومة الثني قد تجد صعوبة في إقناع التجار بأنها مخولة قانوناً بالتصرف في الخام الليبي.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط التابعة لحكومة الثني المبروك بوسيف، إن الغرض من فتح حساب مصرفي في الإمارات هو جمع إيرادات النفط.

وأضاف أن أي إيرادات من المبيعات ستنقل من هناك إلى فرع للبنك المركزي في البيضاء، وأوضح أنه جرى الاتصال بالعديد من الشركاء الأجانب لكنه لم يعط تفاصيل.

وتعتزم حكومة الثني أيضا فتح مكاتب تمثيل لمؤسستها النفطية في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وإبرام صفقات لمقايضة الخام الليبي بالمنتجات المكررة والوقود لتوفير الاحتياجات الأساسية.

تعقيدات
ويقول خبراء نفط انه سيكون من الصعب على حكومة الثني فرض مزيد من السيطرة على القطاع، لأن ذلك قد يتطلب تعديل العقود مع زبائن ليبيا، وتوجد آلاف من الخرائط والوثائق والعقود في مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.

وتنتج ليبيا حاليا حوالي 600 ألف برميل من الخام يومياً، وهو ما يقل عن نصف الإنتاج قبل سقوط القذافي البالغ 1.6 مليون برميل يومياً.

وقد يؤدي الاتجاه لإبرام صفقات نفطية منفصلة إلى تأجيج الصراع مع الحكومة الموازية في طرابلس.

وقال متحدث باسم سلاح الجو، إن طائرات تابعة لحكومة الثني نفذت اليوم ضربات جوية على مشارف طرابلس، ولم ترد تقارير فورية عن أضرار مادية ولا خسائر بشرية.

وسيعني أيضاً تطبيق آلية سداد جديدة تفتيت نظام البنك المركزي المصدر الوحيد للعملة الصعبة بالنسبة للمستوردين، وأحد المؤسسات الأخيرة التي ظلت بعيدة عن صراع السلطة بين الحكومتين المتنافستين.