تفتتح قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية الكائنة في السالمي الكيلو 59 أبوابها أمام روادها من المواطنين والمقيمين وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي بعد غد الجمعة، وهي تأتي ضمن فعاليات الموسم السادس لمهرجان الموروث الشعبي، ولقد جرى تسخير كافة الاحتياجات التي تتطلبها القرية، حيث تم تخصيص مراكز للإسعاف والشرطة والمستوصف والبلدية، ولقد اكتملت كافة التجهيزات الأمنية بالتعاون مع الجهات المسؤولة في الدولة.
وقال المشرف العام على القرية المستشار في الديوان الأميري محمد ضيف الله شرار في تصريح صحفي ان وزارة الداخلية وحرصا على سلامة وأمان رواد القرية قامت بوضع بوابات إلكترونية للكشف عن أي ممنوعات أو متفجرات أو ما شابه ذلك أثناء الدخول، ولقد وفرت الوزارة العدد الكبير من رجال الأمن داخل وخارج القرية لمتابعة أي تصرف مخل بالأمن والآداب، سواء من خلال الدوريات الراجلة أو الثابتة.
وأشار شرار في هذا الاتجاه إلى أن القرية مزودة في كاميرات المراقبة والتي تبلغ 16 كاميرا تغطي كل أنحاء القرية، وهي ترصد كل شيء يخل بالأمن.
من جهة أخرى ذكر شرار أن القرية هذا العام تطورت عن العام الماضي كثيرا بعدة جوانب، منها إنشاء محمية طبيعية للنباتات البرية التي اندثرت تقريبا في شبه الجزيرة العربية، ولقد تم أخذ بذورها من الجهات العلمية وزراعتها في هذه المنطقة، لكي يتعرف الناس على ما كان تنتج هذه الصحراء من نباتات.
كذلك تم عمل محمية صغيرة للحيوانات البرية والطيور التي كانت تعيش في تلك المنطقة مثل الحبارى، الغزال، الأرنب، الماعز، الإبل، الأغنام وما شابه ذلك، بحيث عندما تزور الأسرة هذا المكان يطلع أبناؤها على ما كان يمارسه الآباء والأجداد وما كان هو موجود.
وأوضح شرار أن متاحف دول مجلس التعاون الخليجي الستة، قامت الدول مشكورة بالموافقة على العمل على تجهيز تلك المتاحف بالشكل الذي يخدم أغراض هذه القرية، ويخدم تواجد المواطن الخليجي، ولقد تم توسعة متحف الكويت بإضافة جناح كامل له، وجرى تسليمه للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي قام بتجهيزه، واستكمال كافة المرافق المطلوبة، وسيكون ذو تصميم متميز سينال إعجاب الزوار، إلى جانب متاحف دول مجلس التعاون الخليجي التي ستكون متميزة بالكثير من المعلومات والترفيه والمعرفة التي يحتاجها المواطن الخليجي.
وأضاف أنه تم إنشاء بحيرة كبيرة في القرية لعشاق صيد السمك والحداق من رواد القرية، لكي تستطيع الأسرة ممارسة هذه الهواية في الصحراء والاستمتاع وقضاء أوقات ممتعة وسط الطبيعة الخلابة، مع إنشاء مطعم متخصص في الأسماك بمحاذاة البحيرة سيقوم تلبية رغبات الزوار.
وذكر شرار أنه في السنوات السابقة لاحظنا أن هناك الكثير من العوائل تشكو من قلة أماكن الاستراحة، حينما تنتهي من الجولة في المتاحف والأسواق والأماكن الترفيهية، فهي تبحث عن مكان للراحة، ولقد تم توفير هذا العام أماكن مجانية للاستراحة أكثر من 20 خيمة داخل القرية.
إلى جانب ذلك تم إنشاء فندق درجة أولى يضم 36 فيلا مجهزة تجهيزا حديثا ذو طابع تراثي وعصري، وكل فيلا تتكون من غرفتين وبهما حوش بأسعار مناسبة جدا للجميع، ويستطيع كل شخص المبيت في الفندق كون القرية بها الأمن والشرطة والعيادة الصحية وكافة المرافق المتعددة، فهي أصبحت منتجع متكامل، والحجز في الفندق سيتم وفق آلية محددة، وألا تزيد عن اليومين حتى تتاح الفرصة للعائلات الأخرى، وسيكون مفتوح على مدار الأسبوع، وتتولى الإشراف عليه إحدى الشركات الفندقية الرئيسية، والتي تتولى عمليات الإدارة والنظافة والغسيل وتبديل الفرش وغيرها.
ولفت شرار إلى إقامة مخيم خارج القرية بالاتفاق مع أحد المواطنين، الذي يضم ألعاب للأطفال ومرافق متعددة، لكن اشترط عليه عدم مبيت العائلات داخل المخيم، والالتزام في الأسعار التي تم تحديدها في خمس دنانير لليوم الواحد.
وأضاف أن القرية سوف تحتضن عدة فعاليات للفرق الشعبية أسبوعيا أيام الخميس والجمعة والسبت، إلى جانب أن هناك مسرحية لرواد ستقدم خلال الفترة القادمة تزامنا مع الاحتفالات الوطنية للفنان طارق العلي، وستقدم عروضها على مسرح القرية الذي يتسع لأكثر من 1500 شخص، وسيكون مجهزا تماما للعرض المسرحي، إضافة إقامة عدة أمسيات شعرية.
كذلك سيقام في القرية أسبوع الفنون الشعبية للدول العربية، تقدم فيه الكثير من الفنون الشعبية والتراثية، ويحمل فكرة جديدة من ناحية المشاركة وتتمثل في الأقاليم العربية، حيث يمثل إقليم منطقة الخليج العربي المملكة العربية السعودية، إقليم المغرب العربي تمثله المغرب، إقليم الشام وتمثله الأردن ويضم سوريا والعراق والأردن.
وستكون هناك أيام مخصصة للجاليات والسفارات الأجنبية منها السفارة الهندية وغيرها، حيث يتضمن الكثير من المعروضات والأنشطة، ويقام في نهاية الأسبوع، حرصا على التفاعل في ملتقى الحضارات والشعوب، كما هناك أيام العائلات الدبلوماسية.
إلى جانب إقامة مسابقة أسبوعية مستوحاة من التراث لرواد القرية أسبوعيا، وستقدم الأسئلة في تلفزيون دولة الكويت، والفائزين ستمنح لهم جوائز عينية عبارة أبل أو خيل أو غنم، إضافة إلى إقام عدة ندوات دينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى جانب المحاضرات الثقافية ومعرض الكتب المصغر، ولقد قمنا بوضع برنامج خاص لذوي الاحتياجات الخاصة بهدف بإشراكهم في المجتمع.