شدد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، التزام حكومته بسياسة النأي بالنفس وبالقرار 1701، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده قبل ظهر اليوم الخميس مع نظيره الإيطالي جوزيبي كونتي، بعد لقاء جمعهما في السراي الحكومي في بيروت، ومن جانبه أكّد كونتي التزام بلاده تجاه لبنان فيما يتعلق بمهمة حفظ السلام.
وقال مصدر رسمي لبناني أن الحريري وكونتي أجريا محادثات تناولت "آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها على كافة المستويات".
وقال الحريري في المؤتمر الصحفي المشترك مع كونتي: "إن المرحلة المقبلة في لبنان هي مرحلة عمل، وهي مرحلة واعدة.. فيها العديد من الفرص الاستثمارية، خصوصاً من خلال تنفيذ برنامج الانفاق الاستثماري الذي عرضته الحكومة اللبنانية في مؤتمر سيدر، ومنها ما يتعلق بتنفيذ مشاريع البنى التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص".
وأضاف "إنني أدعو اليوم أصدقاءنا الإيطاليين للاطلاع عن كثب على هذه المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في لبنان.
كما أعرب عن سروري لكون الشركات الإيطالية مشاركة في الفرص الاستثمارية في قطاع النفط والغاز في لبنان".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي، الذي بدأ اليوم زيارة إلى لبنان يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين: "نحن نؤكد التزامنا تجاه لبنان في ما يتعلق بمهمة حفظ السلام، ونحن فخورون بمشاركة قواتنا في مهام الأمم المتحدة".
وأكّد "الدعم الإيطالي لبلد تربطنا به علاقة راسخة"، متمنياً "النجاح والتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة".
وأضاف "تحدثت مع الرئيس الحريري عن أمور عدة، ولا سيما التطورات على طول الخط الأزرق، ونتمنى أن يكون الحوار الحل الوحيد من أجل التخفيف من التوترات التي يمكن أن تنتج. نحن هنا على أتم الاستعداد مع جنودنا من أجل القيام بالوساطة ونثق بالوصول إلى نتيجة إيجابية".
وتابع قائلاً: "كذلك تحدثنا عن الأزمات في المنطقة، ولا بد من أن تكون هناك حلول سياسية وتقييم كبير لدور الأمم المتحدة، من أجل تفادي أن تكون هناك عقوبات أخرى. كما تحدثنا عن مشكلة النازحين، ونعرف أن عددهم يشكل حوالي 30% من نسبة الشعب اللبناني، وإذا ما نظرنا إلى النسب سنجد أنها الأعلى بالمقارنة مع البلدان الأخرى".
وأعلن أنه "من خلال مكتب التعاون للتنمية، سنكون دوماً إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، ونود أن نساهم، نظراً لخصائص المقاربة، وهي مقاربة دعم كما كانت دوما، نود أن نساهم ونستمر في المساهمة بالحوار السلمي في المنطقة ككل".
ورداً على سؤال حول إعلان وزيرة الدفاع الإيطالية عن تقليص عدد الكتائب الإيطالية العاملة في الخارج، قال كونتي: "إن وزيرة الدفاع أعلنت ذلك، لكننا في مرحلة مبدئية، وهذا التصريح كان يخص الكتيبة الإيطالية في أفغانستان، وستكون هناك عمليات تقييم أخرى سيتم النظر فيها بالمستقبل، ونحن نتمنى أن تتم عملية السلام بطريقة سلمية في الأشهر المقبلة. فهناك كتيبة إيطالية موجودة في الموصل العراقية، ومن المتوقع أن تنسحب قواتنا في نهاية آذار/مارس من العراق. أما في ما يتعلق بكتائبنا الأخرى، فهناك فقط عمليات تقييم تقنية".