بعد مرور نحو أسبوعين على تحذير علماء أميركيين من أن ما يزيد على نصف أنواع البن البري في العالم عُرضة لخطر الانقراض، يقول عُشاق حبوب البن الثمينة في مصر إنهم، ببساطة، لا يتخيلون العالم من دون القهوة.
وأظهرت دراسة نشرها خبراء في مؤسسة "رويال بوتانيك جاردنز" في كيو ببريطانيا، أن إجراءات الحماية الحالية لأنواع البن البري ليست كافية لحمايته على المدى البعيد.
وتمثل رد عشاق القهوة وأصحاب المقاهي في مصر، التي يقدر عدد سكانها بنحو 100 مليون نسمة، في عدم تصديق احتمال اختفاء "جزء أساسي من يومهم".
وقال مُحب للقهوة يدعى إسلام النمر أن "فكرة انقراض البن هذه مستحيل أن تحصل. نحن كلنا عايشين على البن أصلا، أو 70 في المئة أو 80 في المئة عايشين على البن".
وذكر تقرير للغرفة التجارية بالقاهرة، أن المصريين استهلكوا 45 ألف طن من القهوة في 2018 مقارنة بأربعين ألفا في العام الذي سبقه.
وكشف تقرير عام 2018 أيضا أن الطلب على القهوة شهد ارتفاعا بنسبة 30 في المئة بعد شهر رمضان.
 وقال صاحب محل يبيع البن ويدعى محمد فتحي، إن أثر التغيرات المناخية واضح في مصر في صورة شتاء شديد البرودة ودرجات حرارة مرتفعة للغاية في الصيف.
وأوضح فتحي أن مزاج مستهلكي القهوة المصريين يتغير أيضا حيث يزيد الطلب على نكهات وخلطات جديدة. ويطلب المستهلكون أنواعا معينة تُستورد من كولومبيا ونيكاراغوا وغواتيمالا.
ويقول باحثون إن هناك حاجة ماسة لإجراء عاجل في دول استوائية بعينها لا سيما في أفريقيا خاصة في مناطق الغابات التي تعاني بشدة من التغير المناخي.
والبن العربي (أرابيكا) واحد من الأنواع المعرضة لاحتمال الانقراض، وهو واحد من أكثر الخلطات انتشارا في القاهرة.
وإثيوبيا هي الموطن الطبيعي للبن العربي وأكبر مصدر للبن في أفريقيا. ويعمل حوالي 15 مليون إثيوبي في إنتاج البن وتقدر قيمة الصادرات السنوية من البن بمليار دولار.