بعد 97 عاما على اكتشاف مقبرة الملك الأشهر توت عنخ آمون، التي كانت تحوي مومياء الملك الشاب المدفونة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، أعادت مصر فتح المقبرة في صورة غير مسبوقة، بعد عمل دؤوب على إصلاح أضرار سببها الأتربة والرطوبة وتوافد الزائرين، كما شهد العمل واقعة "مرعبة".
وتمت أيضا إعادة النقوش الأثرية التي تزين الجدران والسقف إلى الحالة التي كانت عليها عندما دخل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر المقبرة لأول مرة عام 1922.
وتضمنت عملية الترميم التي استغرقت 10 سنوات تركيب أرضيات خشبية ووسائل إضاءة مما تطلب نقل توت عنخ آمون نفسه.
وتعطل العمل بسبب انتفاضة عام 2011 التي أجبرت رئيس مصر الأسبق حسني مبارك على التنحي عن سدة الحكم.
وقال نيفيل أجنيو مدير الاتصالات بمعهد جيتي للترميم ومقره لوس أنجلوس، والذي قاد العمل "إنه شيء ثمين بشكل لا يصدق، لذلك واجهنا ضغوطا شديدة في تلك الفترة لنقل المومياء بشكل آمن".
وقال عن عملية رفع مومياء توت عنخ آمون وتابوتها الذي يزن 250 كيلوغراما وحمله بالأيدي إلى خارج المقبرة "لقد كانت مرعبة... اثنا عشر رجلا يهتفون ويحملونه أعلى المنحدر. قلت: إذا تعثر أحد فسينزلق (التابوت) وسيقتل أحدا. فقالوا: لا تقلق".
وكان موقع وادي الملوك الأثري قد خضع لأعمال تجديد مرات عدة، لكنها ربما لم تكن بهذه الدقة.
وبدأ متخصصون وعلماء في الترميم والمعمار والبيئة بعمليات تحليل استغرقت حوالي 5 سنوات، والتي خلصت إلى وجود تأثير بيئي إلى جانب أضرار ناتجة عن توافد الزوار، منها أضرار لحقت بنقوش الجدران وخدوش وفقدان بعض القطع.
وقال أستاذ الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية حسين الشابوري "بخار (المياه) الذي يطلع من الزوار بيأثر على كل شئ في المقبرة، ويجعل الزائر غير قادر على التنفس".
وأضاف "كان ينبغي حل هذه المشكلة، وأن نعمل تهوية لدخول هواء "مفلتر" وليس تكييف، وخروج هواء من المقبرة.. الهدف أن نغير كل الهواء الذي بداخل المقبرة في نصف ساعة".