أكد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (الأرابوساي) رئيس ديوان المحاسبة بالإنابة عادل الصرعاوي ضرورة تحديث المعايير والإجراءات التي تسهم في إحكام ضبط التصرفات للمؤسسات والأفراد وتفعيل وحدات الرقابة الداخلية في الأجهزة الرقابية.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى العربي - الأوروبي الخامس للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة والذي يستضيفه ديوان المحاسبة في دولة قطر خلال الفترة من 7-9 ديسمبر 2015 أنه يجب أن تأتي الرقابة الداخلية وفق صلاحيات واسعة ومزودة بالإمكانات البشرية والمادية التي تسهم في أداء دورها بفعالية، وتسهم في دعم الدور الرقابي الذي تقوم به الأجهزة الرقابية والتعاون الفاعل مع الجهات المختصة محليا وإقليميا ودوليا.
وأوضح الصرعاوي أن المنظمة العربية (الأرابوساي) حرصت منذعام 2006 على اختيار موضوعات في كل ملتقى عربي – أوروبي تتسم بالأهمية وذات أثر كبير على مجتمعاتنا وتتصل بمهام الأجهزة الرقابية وطبيعة عملها وتستدعي أهمية تناولها ودراستها.
وقال أنه انطلاقا من الرقابة الوقائية فإننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت سابق بالتصدي لأية تصرفات أو أمور تسهم في حدوث أزمة ما حيث أن الآثار التي ترتبت على الأزمات التي حدثت أثرت بصورة كبيرة ليست على المجتمع الذي حدثت فيه فقط بل امتدت آثارها للدول الأخرى وتفاوتت الآثار الناتجة عنها وفقا لسرعة التجاوب في تنسيق الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الآثار الناتجة عنها.
وأضاف أن المنظمة العربية (الأرابوساي) حرصت على مد جسور التعاون مع المنظمات الإقليمية أعضاء المنظمة الدولية الإنتوساي وذلك لتبادل الخبرات وتنمية القدرات وتطوير الدور الرقابي المناط بالأجهزة الرقابية وذلك تحقيقا لأهداف (الإنتوساي) وفي إطار شعارها المعلن (التجربة المتبادلة تنفع الجميع).
وطالب بتقييم تجربة المنظمتين العربية والأوروبية بعد مرور عشر سنوات على عقد الملتقيات كل سنتين، وما أضافته للأجهزة الرقابية كي يتم دعم ما تحقق من نجاحات وفتح آفاق جديدة للتعاون بين منظمتينا وأجهزتنا، مقترحا أن تتولى الأمانة العامة للمنظمة استمزاج آراء الأجهزة الرقابية الأعضاء وطلب إيضاح مدى ما تحقق من استفادة وما يقترحونه من مجالات جديدة تسهم في تنمية وتطوير آفاق التعاون وتبادل الخبرات، وعرض ما يتوصلون إليه من نتائج على المجلس التنفيذي بكل منظمة للاتفاق على رؤية مشتركة يتم تطبيقها مستقبلا.
واختتم الصرعاوي كلمته بتقديم الشكر على الجهود التي بذلت في إنجاز ما تحقق من لقاءات مشتركة منذ بدايتها وحتى الآن مقدرا جهود من أسهموا في تحقيق ذلك العمل المشترك على كافة المستويات، كما تقدم بالشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على استضافة هذا اللقاء.
من جانبه قال رئيس ديوان المحاسبة بدولة قطرالشيخ/ بندر بن محمد آل ثاني خلال كلمة له أن الملتقى العربي – الأوروبي الخامس يعد ثمرة من ثمار التعاون البناء بين منظمتي الأرابوساي واليوروساي، وهو ترجمة واضحة لمساعي القائمين على هاتين ال منظمتين نـحو تشجيع وتعزيز التعاون المهني والمؤسسي بين الأجهزة الأعضاء، وتبادل المعارف والخبرات فيما بينها بما يسهم في تطوير العمل الرقابي. 
وأضاف أنه تم اختيار موضوع (دور الاجهزة العليا للرقابة في مراقبة خطط الانقاذ المالي الحكومية) في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من دول العالم نتيجة للأزمات المالية المتكررة التي اجتاحت بعض الدول، والتي اثّرت بدورها على اقتصاديات الكثير من الدول الاخرى باعتبارها جزءا من المنظومة العالمية.
وأوضح أنه رغم الاهتمام الكبير بالأزمات المالية المتكررة، ورغم الاعتراف بمدى خطورة تداعياتها، ومدى ضخامة تكلفة خطط الانقاذ التي وضعت لحماية الاقتصاديات الوطنية من آثار تلك الأزمات، إلا انه وبالنظر إلى أسباب تلك الأزمات نرى أنها لم تقتصر على الاسباب الاقتصادية الملموسة، بل تعّدت إلى أسباب سلوكية مثل الفساد أو غياب الشفافية، نتيجة لغياب وضعف دور الأجهزة الرقابية كرقيب فاعل للحفاظ على التوازن المطلوب.
جدير بالذكر أن ديوان المحاسبة يشارك بوفد برئاسة الصرعاوي وعضوية كل من الوكيل المساعد للرقابة على القطاع النفطي والشركات عبدالعزيز الهولي ورئيس وحدة المتابعة بالإدارة العامة لمكتب الرئيس فيصل الهنيدي وكبير المدققين بإدارة المؤسسات المالية والاستثمارية أنوار البناي ومدقق رئيسي بإدارة الرقابة على التسويق والاستثمار مشعل عبدالله ومدقق أول بإدارة الرقابة على القطاع الأول للوزارات والإدارات الحكومية عبدالعزيز الرشيدي واختصاصي منظمات دولية حصة الأنبعي ومنسق رئيسي علاقات عامة عبدالله السجاري.